يحتل المشروع موقعا هاما على الحافة البحرية المرتفعة لمدينة داكار ويتمتع الموقع بإطلالة مؤثـرة على المحيـط الأطلسـي مـن جهة وعلى النسيج العمراني للمدينة من جهة أخرى حيث يعبر محور بصري هام يشق عمران المدينة وينطلق من القصر الرئاسي مارا بجادة الجمهورية ومنها إلى البحر عبر أعلى نقطة في الموقع والتي تم اختيارها لتكون موقع المشروع. أثار هذا المحور الكثير من الخواطر والأفكار التي أدت إلى تغيير التوجهات والتصورات الأولى للمشروع حيث تم التأكيد على مدى أهمية موضعة البرج ليس فقط من منظور علاقته الهامة مع جادة الجمهورية والقصر الرئاسي ولكن أيضا وبذات الأهمية مع جزيرة غوري التي كانت مركزا لتجارة العبيد في أفريقيا والتي تسبح الآن في مياه المحيط الأطلسي آمنة مع أهل المدينة وأطفالها.

كان لروح المكان بين صدى الماضي وآفاق المستقبل بالغ الأثر على المصمم عندما كتب في سبتمبر 2006 "عبر التاريخ، علاقة البحر بأفريقيـا علاقـة ملحمـية مثيرة فـيها من التراجـيديا ما يستوجب الحذر وفيها من السعادة ما يدعوا للتفاؤل. مع ذلك، على الأفارقة أن لا يتوقفوا عن الحلم والأهم من ذلك أن لا يخشـوا الأمـل". هذه رمزية البرج يقف شامخا وبثقة في حوار مدهش مع البحر وأمواجه، فيه تبدوا الاسطوانة الزجاجية وكأنها في قفزة هائلة متحررة من قيود جدليات التاريخ المكتوب وتحيزاته، وتبدوا كتلة حجر الجرانيت وكأنها بوابة هائلة متألقة ومرحبة بأهل الأرض والبحر تدعوهم للحوار في خيمة الصحراء عبر حائطها الممتد بعينه الساهرة على أعماق المحيط. وككل تصميم يحمل في طياته قصة ترسم تفاصيله النهائية تدريجيا، تم في يناير2007 تتويج البرج بعرش النخلة رمز الاستدامة  والعطاء والتي لطالما كانت دليل المسافر في الصحراء ومبعث الألفة والطمأنينة لتشغل فراغا مركزيا يتسم بالحضور والرصانة تحتضنه الذراعان الدائريتان، وجاء القطاع الكروي ليمثل شاشة رقمية تعرض مشاهد تاريخية هامة عن علاقة ليبيا بأفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، علاقة حجبها النسيان سيبقى البرج فيها شاهدا على أن هوية العمارة تكمن في كونها أثرا صادقا على ثقافة الإنسان رغم اختلاف الألوان.