في الفترة ما بين سنة 2007 وسنة 2011 قام المكتب بتصميم عدد من المنتزهات الهامة مثل منتجع طرابلس الرئاسي ومنتزه شاطئ طرابلس ومنتزه صرمان الوطني، وتدخل هذه المنتزهات ضمن برنامج وطني لحماية وتطوير البيئة الطبيعية داخل وخارج المدن الليبية.

اعتمد تصميم منتزه صرمان الوطني على استغلال العناصر الطبيعية المتاحة التي يمكن توظيفها واستغلالها وتحسينها بهدف حمايتها من جهة ومن اجل خلق مشاهد طبيعية ممتعة لزوار المنتزه من جهة أخرى. تتميز بيئة هذه المحمية بالتنوع النباتي والتموجات والتعرجات لمسطحاتها الأرضية، والتفاعل والتداخل فيما بين الممرات الطبيعية ونمط انتظامها إضافة إلى المناظر الطبيعية التي تسود المكان وتميز الشكل العام الذي ألهمناعلى وضع قناعات محددة ساعدت كثيرا أثناء العمل لإعداد فكرة تصميم المنتزه ومرافقه الخدمية وقد خضعت فكرة التصميم للعديد من الاختبارات وعمليات التطوير والتحديث من اجل أن يكون هذا المنتزه نموذجا للمحميات الطبيعية لإتاحة الفرصة أمام نطاق واسع من الانطلاق نحو مجال أرحب من مفهوم الترفيه والرياضة كثقافة اجتماعية تتكامل بشكل عام مع طبيعة الغطاء النباتي الفريد للمسطحات الأرضية.

يتكون المشهد العام للمنتزه من ذلك التآلف والتنوع في مزيج الحياة النباتية الذي يتأرجح بين كثافة شجر الاوكاليبتوس وشجر الصنوبر إلى المساحات الشاسعة من مسطحات السافانا، ولضمان تحقيق المفهوم العام لتصميم المنتزه فقد تم المحافظة على الوضع الحالي للحياة النباتية وأيضا دعمه وتقويته بإضافة المزيد من الأشجار إليه. تحتاج هذه الإضافة إلى إزالة بعض الأشجار التي تخطت حدود الطور النهائي وسيتم ذلك دون ترك فجوات فيما بين غابات الأشجار، كما سيتم التغلب على غياب التعريف النباتي على طول الحدود الشمالية والشرقية للمنتزه وذلك بمعالجته بأسلوب الزراعة الشامل الذي سيوفر أيضا ظلا وافرا للزائرين خارج المنطقة المركزية للمنتزه.

يمكن الدخول إلى المنتزه من خلال البوابات الموجودة حاليا والتي تقع على الطريقين الشريانيين الشرقي والغربي، ويؤكد التصميم المعماري المقترح للبوابة على الأهمية التراثية والرمزية في آن واحد حيث يثير لدى الزائر الدهشة من المظهر العام للبوابة ممثلا في حدوة الحصان وجزيرة الدوران المتوجة بتمثال برونزي للحصان العربي. تم تحديد المدخل الواقع في الطرف الشمالي الغربي ليكون البوابة الرئيسية للمنتزه حيث ترتبط هذه البوابة بطريق دائري متعرج أحيانا يحيط بالمنتزه ويمثل نظام المرور الرئيسي الذي يربط جميع المرافق والخدمات بعضها ببعض ويخدم مناطق مواقد النار لشواء اللحم والجلسات العائلية الموزعة حول أطراف المنتزه كما يهدف إلى تشجيع هذه العائلات وجذبهم للخروج في رحلات ترفيهية لزيارة واكتشاف باقي الخدمات والمرافق والمشاهد الطبيعية التي يتمتع بها المنتزه. إضافة إلى البوابة الرئيسية يوجد مدخلان ثانويان يقع احدهما في النصف الشمالي الشرقي للمنتزه ويخدم بشكل أساسي المرافق المتخصصة مثل مضمار سباق الخيل، ومدرسة الفروسية وإسطبلات الخيول، ويقع المدخل الثانوي الأخر في الطرف الجنوبي الشرقي ويتصل بالطريق الدائري وشبكة الممرات الطبيعية للمنتزه وقد خصص هذا المدخل للزوار الراغبين في قضاء وقتهم في الجزء الجنوبي من المنتزه.

ولضمان المظهر الطبيعي للمنتزه، تم توقيع المباني بطريقة محافظة ومراعية لطبيعة الغطاء النباتي ومنسجمة مع طبوغرافية الأرض وذلك بمعالجات معمارية تبدو فيها المباني وكأنها امتداد لخطوط وتعرجات الأرض من جهة ومتناغمة مع مستوياتها المتنوعة من جهة أخرى، وعليه يمكن تقييم عمارة هذه المباني على أنها عمارة عضوية ذات طابع معاصر مميز.  كما وزعت المباني على خمسة أقسام منفصلة كل منها يصلح لان يستخدم بصورة منفصلة وتشمل هذه الأقسام على منطقة المدخل وفيها إدارة المنتزه ومركز المعلومات وكافتيريا وصالة متعددة الأغراض ومتاجر متنوعة ومسجد ومدرج مفتوح. أما المنطقة الرياضية فتشمل العديد من المرافق الترفيهية والرياضية منها مدرسة الفروسية مع مدرج ومضمار السباق وإسطبلات متكاملة للخيل وأفنية مفتوحة للتدريب في الهواء الطلق، وكامتداد لهذه المنطقة فقد تم توفير العديد من لملاعب الرياضية المفتوحة لكرة السلة والقدم والطائرة والتنس، كما تتوزع مناطق الشواء والجلسات الخاصة بالعائلات بين تجمعات الأشجار الكثيفة لضمان الخصوصية والظلال اللازمة لمثل هذا النوع من الجلسات. توجت أعلى نقطة في المنتزه بمطعم خاص ومقهى لشبكة المعلومات إضافة إلى شرفات علوية لمشاهدة المسطحات الخضراء والأشجار حيث تتيح هذه الشرفة للزوار أن يمتعوا نظرهم بذلك المنظر البديع باتساعه ورحابته وتعدد  أوجه الجمال الطبيعي التي يعرضها منتزه صرمان.